أجرى لي تشاوشينغ وزير الخارجية الصيني المباحثات مع كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في مقر وزارة الخارجية الصينية في 25 أكتوبر عام 2004، حيث تبادلا وجهات النظر بصورة عميقة حول القضايا الإقليمية والدولية بما فيها العلاقات الصينية الأمريكية، ومكافحة الإرهاب، وقضية العراق، والقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، ودارفور بالسودان، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والباسيفيك.
وقال لي تشاوشينغ إن العلاقات الصينية الأمريكية تمر حاليا بمرحلة حاسمة بين السلف والخلف. فيأمل في أن يتمسك الجانبان الصيني الأمريكي بالوضع العام للعلاقات الثنائية بين البلدين بقوة شديدة، وأن يعززا الحوار والتعاون، وأن يعالجا الخلافات بينهما بطريقة سليمة، لدفع علاقات التعاون البناءة بين الصين والولايات المتحدة إلى الأمام حتى تشهد تقدما جديدا باطراد.
وأضاف لي تشاوشينغ قائلا إن مسألة تايوان ظلت تكون أكبر عامل يؤثر على التطور المستقر للعلاقات الصينية الأمريكية، وإن الوضع الخطير عبر مضيق تايوان في الوقت الراهن يرجع إلى التصعيد المتزايد للأعمال الانفصالية الرامية إلى "استقلال تايوان" التي تقوم بها سلطات تشن شوي بيان. فيأمل في أن يفي الجانب الأمريكي بتعهداته ذات الصلة فعليا، وألا يمارس أي عمل يخالف سياسة صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة الموقعة بين الصين والولايات المتحدة، وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة لصيانة السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان، ولتطوير العلاقات الصينية الأمريكية.
وقدر باول إيجابيا تطور العلاقات الأمريكية الصينية خلال السنوات الأربع الأخيرة تقريبا. وقال إن الحكومة الأمريكية تحرص كل الحرص على هذه العلاقات، بكونها علاقات تؤثر مباشرا على الاستقرار في آسيا والعالم. وستستمر في تمسكها بسياسة صين واحدة على أساس البيانات المشتركة الثلاثة الموقعة بين الولايات المتحدة والصين، وتعارض أية قوة رامية إلى "استقلال تايوان" داخل سلطات تايوان.
وقال لي تشاوشينغ عند حديثه عن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية إنها مسألة معقدة شائكة يقتضي حلها إبداء جميع الأطراف المعنية صبرها ومرونتها وصدقها. ونأمل من الجانب الأمريكي أن يتخذ موقفا مزيدا من المرونة والواقعية. وسيعمل الجانب الصيني باستمرار على تشجيع المصالحة والحث على إجراء المفاوضات السلمية، والحث على عقد جولة جديدة مقبلة من المحادثات السداسية في أقرب وقت ممكن، لكي تستمر عملية المحادثات السلمية التي مرت بصعوبات في كل خطوة من خطواتها.
وأشاد باول بالدور الهام الذي تضطلع به الصين في حل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وأكد أن الولايات المتحدة ستعمل على إيجاد طرق التسوية السلمية لهذه القضية.