البيان المتشرك بين الصين وروسيا

2004-10-14 00:00

 

   تلبية لدعوة من الرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية، قام الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الاتحاد الروسي بزيارة دولة لجمهورية الصين الشعبية في الفترة ما بين 14 و16 أكتوبر الجاري.

   اعتقد الرئيسان أن الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا يمتاز بالاهمية الخاصة. وناقشا في الوضع الراهن للعلاقات الصينية الروسية وآفاقها على نحو شامل وعميق، مؤكدين أن تعميق علاقة شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا يكون دائما في أولويات السياسات الخارجية للبلدين، مهما يتغير الوضع الدولي. وهذا يخدم المصالح الأساسية للبلدين وشعبيهما، كما يصلح لحماية وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية إقليميا وعالميا. ورغبة صادقة في مواصلة تعزيز وتعميق التعاون والتبادل بين البلدين في شتى المجالات، وخلق الوضع الجديد للعلاقات الصينية الروسية، أصدر الزعيمان البيان التالي:

   أولا،

   قد بلغت العلاقات الصينية الروسية مستوى عاليا لا نظير له، مرورا بمرحلة أطول من عشر سنوات. فكانت ((معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا)) الموقعة في 16 يوليو عام 2001 معلما هاما لمسيرة تطور العلاقات بين البلدين، ووثيقة منهاجية لإرشاد تطور العلاقات الصينية الروسية. وسيلتزم الجانبان بالمبدأ والروح المنصوص عليهما في هذه المعاهدة، ويواصلان اتخاذ الإجراءات اللإزمة، لتطبيق وتنفيذ هذه المعاهدة وجميع اتفاقيات التعاون الموقعة بينهما على نحو شامل، وتقوية علاقة شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا بمحتويات جديدة بإطراد. وأكد الجانبان أن تعزيز الثقة المتبادلة سياسيا، وتعميق التعاون اقتصاديا، وتوسيع التعاون الثقافي والتبادلات الاجتماعية، وتعزيز التنسيق والتعاون في المحافل الدولية، تشكل مكونات هامة لعلاقة شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا.

   وصادق الجانبان على ((البرنامج التنفيذي لـ (معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي) من عام 2005 إلى عام 2008))، معتقدين أن هذا البرنامج له أهمية واقعية كبرى، بالنسبة لتطبيق المعاهدة المذكورة أعلاه في البلدين خلال سنوات قادمة، وتعميق وتوسيع التعاون في المجالات المختلفة، وتطوير علاقة شراكة التعاون الاستراتيجية الصينية الروسية إلى الأمام بإطراد.

   وتوصل الجانبان إلى توافق بشأن تحديد سنة 2006 "سنة روسيا" في الصين، وسنة 2007 "سنة الصين في روسيا.

   وأكد الجانبان مجددا تبادل التأييد المستمر بينهما فيما يتعلق بالقضايا الكبرى الخاصة بتوحيد البلاد ووحدة السيادة وسلامة الأراضي للجانب الآخر. وأكد الجانب الروسي مجددا تمسكه الدائم بمواقفه المبدئية المذكورة في ((معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا)) الموقعة في 16 يوليو عام 2001 وفي جميع الوثائق السياسية الثنائية السابقة إزاء قضية تايوان وقضية التبت، أي الاعتراف بأن الصين في العالم واحدة، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي حكومة شرعية وحيدة تمثل الصين كلها، وأن تايوان جزء لا يتجزء من الصين. ويعارض الجانب الروسي "استقلال تايوان" بأي شكل من الأشكال، ولا يقبل "صينين، أو صين واحدة وتايوان واحدة"، ويعارض انضمام تايوان إلى هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى التي تتكون من الدول ذات السيادة فقط، ولا يبيع الأسلحة إلى تايوان. ويعترف الجانب الروسي بأن التبت جزء لا يتجزء من الصين. ويؤيد الجانب الصيني كل المجهودات التي يبذلها الجانب الروسي من أجل صيانة وحدة البلاد ولمكافحة القوى الإرهابية والانفصالية في شيشان. وأشار الجانبان إلى أن البنية الأساسية للتعاون بين البلدين متكونة من الزيارات المتبادلة بين زعيمي الدولتين ورئيسي البرلمانين ورئيسي مجلسي الوزراء واجتماعات اللجان الفرعية داخل إطار آلية الحوار الدوري بين رئيسي مجلسي الوزراء. وهذا صالح للجانبين في تنسيق مواقفهما وتعزيز تعاونها إزاء القضايا الثنائية والدولية الكبرى في حالة وقوعها، لكي يواجها تحديات العصر. ويستعد كلا الجانبين لمواصلة جهودهما، لإكمال وتطوير جميع آليات التعاون، من أجل ضمان تطوير التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولجية والثقافية وفي المحافل الدولية باطراد. ويرى الجانبان أن تشغيل آلية التشاور على مستوى عال بين البلدين بأسرع وقت ممكن يمتاز بالأهمية الكبرى.

   وأشار الجانبان إلى أن توقيع البلدين على اتفاق حول تحديد اتجاه الحدود في قطاعين عند الحدود الصينية الروسية هو مشروع معقول متوازن صالح لكلا الجانبين سياسيا. وإن اتفاقية إضافية موقعة حديثا حول تخطيط الجزء الشرقي من الحدود الصينية الروسية واتفاقيتين موقعتين سابقا حول تخطيط الحدود بين البلدين تشكل رمزا لإنجاز عمل تحديد كافة أجزاء الحدود الصينية الروسية البالغ طولها أكثر من 4300 كيلومتر. وهذا النتاج جدير بالحرص عليه والتقدير العالي له. وإن حل مشاكل الحدود الصينية الروسية يشكل ضمانا قويا على إقامة علاقات الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين الشعبين جيلا بعد جيل، ويقدم مساهمة هامة في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك وفي العالم بأسره، ويقيم قدوة ناجحة لحل نزاع الحدود أمام دول العالم. وخلقت الاتفاقيات عن حدود البلدين والاتفاقيات الأخرى المتعلقة بالحدود خلقت ظروفا جديدة تخدم الأعمال المشتركة التي يمارسها الجانبان في مجالات حماية البيئة، والاستغلال المعقول للموارد الطبيعية، والملاحة، والقيام بالتعاون الاقتصادي، وحماية الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية، مما يوفر مضامين لشراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا. وتدل التجارب بين الجانبين على أن الحوار السلمي والعدل والإنصاف والتشاور على أساس المساواة والتنازل المتبادل وتوازن المصالح هي وسيلة سليمة فعالة لحل المشاكل المعقدة والحساسة مثل مشكلة الحدود.

   وأكد الجانبان أن تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري الذي يشتمل على التعاون في مجالي الطاقة والاستثمار بين الصين وروسيا على نحو شامل يشكل مكونات هامة لتعزيز وتطوير شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا. ويشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا زخما قويا لتطويره، فمن الممكن بلوغ هدف زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 20 مليار دولار أمريكي تماما عند نهاية هذه السنة. غير أن الإمكانية للتعاون الاقتصادي بين البلدين لم تكتشف بعد بشكل كامل. فسيتخذ الجانبان إجراءات فعالة سويا، ويضعوان خطة متوسطة وطويلة المدى للتعاون الشامل، ويحسنان تركيب التجارة الثنائية، ويوسعان حجم تجارة الآلات والالكترونيات، ويكملان التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار شكلا وأسلوبا، ويتركزان على إنشاء مشاريع التعاون الكبيرة في شتى المجالات، ويعملان على تحقيق تقدم ملموس في التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة، ويوسعان نطاق التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ويعززان التعاون العلمي والتكنولوجي في المجالات ذات الأفضلية للتنمية مثل الرحلات الفضائية، والطاقة النووية والطاقات الأخرى، والديناميك، والمواد الحديثة، والكيماويات، والبيولوجيا، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

   اعتقد الجانبان أن إنشاء منظمة لأصحاب المؤسسات الصينيين والروس أمر يمتاز بأهمية كبرى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا، وأعربا عن ترحيبهما بعقد أول اجتماع لمجلس أصحاب المؤسسات الصينيين والروس في إطار لجنة الصداقة والسلام والتنمية الصينية الروسية ببكين. ويؤيد الجانب الصيني بثبات انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية في أقرب وقت ممكن. واختتم الجانبان بنجاح بجهودهما المفاوضات عن رخصة الدخول إلى الأسواق الثنائية الصينية الروسية المترتبة على انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، كما وقعا الاتفاقيات ذات الصلة، وأعلنا الاعتراف المتبادل بالجانب المقابل كدولة ممارسة اقتصاد سوق كامل. ويرى الجانبان أن ذلك هو تجسيد هام لشراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا، ويرغبان في تعزيز التعاون داخل إطار منظمة التجارة العالمية عقب انضمام روسيا إليها، طبقا لمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.

   ثانيا،

   استعرض الجانبان بدقة القدرة والامتياز اللتين تتحلي بهما هيئة الأمم المتحدة في معالجة القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، ويدعوان إلى وجوب التمسك بالتعددية، واحترام وإظهار وتعزيز دور هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ويعتقدان أن الدور القيادي الذي تضطلع به هيئة الأمم المتحدة في صيانة السلام والاستقرار للعالم، والمواجهة الفعالة لتحديات وتهديدات في العصر، ودعم إقامة نظام عالمي عادل معقول، وضمان تنمية الدول على أساس المساواة وفي المجالات الأخرى، دور غير قابل للتبديل. وأكد الجانبان أن المقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ((ميثاق الأمم المتحدة)) لا تزال قواعد أساسية يجب اتباعها في علاج الشؤون الدولية.

   ويرى الجانبان أن تسوية النزاعات الدولية تحت رئاسة هيئة الأمم المتحدة، وحل الأزمات على أساس مبادئ القوانين الدولية المعترف بها، أصبحت مطالب ملحة. وعلى أية عملية بالقوة أن تأخذ الموافقة من مجلس الأمن للأمم المتحدة أولا، وأن تنفذ تحت رقابته. واعترف الجانبان بضرورة إجراء إصلاح مناسب لمجلس الأمن، من أجل تعزيز قدرته على مواجهة التهديدات والتحديات، وتوسيع تمثيليته، ورفع فعالية أعماله. وأعرب الجانبان عن رغبتهما في بذل الجهود الدؤوبة مع الدول الأخرى، في سبيل بناء عالم يسوده السلام والتنمية والوئام، وإقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل معقول.

   ثالثا،

   ناقش الجانبان في الوضع الراهن والآفاق لمكافحة الإرهاب الدولي، ويعتقدان أن الإرهابية والانفصالية والتطرفية تشكل تهديدا خطيرا على أمن الدول ذات السيادة والأمن والاستقرار في العالم، وأعربا عن عزمهما على مواصلة إجراء التعاون الشامل على أساس التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، وداخل المنظمات الإقليمية والأجهزة الدولية ذات الصلة. ويعتقد الجانبان أن المجتمع الدولي عليه أن يتحد كقوة واحدة، في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله بحزم وعزم دون أية رحمة ولا شفقة.

   ويطالب الجانبان بتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب على منبر هيئة الأمم المتحدة، ووضع الاستراتيجية الكاملة لمكافحة الإرهاب. وأكد الجانبان أن الهدف المذكور سابقا لا يمكن تحقيقه إلا بواسطة رئاسة هيئة الأمم المتحدة، والاعتماد على القوانين الدولية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، وتعزيز التعاون الوثيق مع لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن بصفتها مركز تنسيق رئيسيا في هذا المجال. وسيدعم الجانبان مواصلة إجراء التعاون البناء بين منظمة شانغهاي للتعاون وبين لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن في مجال مكافحة الإرهاب.

   ويرى الجابنان أنه لا يجوز اتباع "المقياس المزدوج" في مكافحة الإرهاب، وأن القضاء على الإرهاب الدولي في حاجة إلى التعاون القوي بين جميع الدول في العالم، ولا يمكن لأي متسبب في الحوادث الإرهابية أو من يمنحه الملاذ بشكل مباشر أو غير مباشر أو من يسانده ماليا أن يتهرب من مسؤولية ارتكاب الذنب. وأشار الجانبان إلى أن الفقر والتخلف والظلم الاجتماعي والتيار المتطرف والنزاعات والحروب هي منشأ الإرهاب.

    وأكد الجانبان مجددا أن القوى الإرهابية والانفصالية في شيشان و"تركستان الشرقية" هي من مكونات الإرهاب الدولي، فيجب وضعها هدفا للضربات المشتركة في نضالات مكافحة الإرهاب. وسيتخذ الجانبان إجراءات موجهة لازمة واقعية داخل الإطارين الثنائ والمتعدد الأطراف. وإن الصين تفهم وتؤيد بثبات جميع الخطوات التي تتبعها روسيا من أجل استتباب النظام الدستوي لجمهورية شيشان، ولمكافحة الإرهاب. وتؤيد روسيا بثبات كافة الإجراءات التي تتخذها الصين لمكافحة القوى الإرهابية والانفصالية في "تركستان الشرقية"، وللقضاء على مخاطر الإرهاب.

   رابعا،

   إن شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا، والتنسيق والتعاون بينهما في هيئة الأمم المتحدة وفي منظمة شانغهاي للتعاون وفي المنظمات الدولية الأخرى، ساهمت بمآثر عظيمة في صيانة السلام والأمن في العالم. وإن منظمة شانغهاي للتعاون التي تعتبر منظمة دولية إقليمية ذات تمثيلية واسعة مفعمة في نشاطاتها بفكرة عن إقامة عالم يسوده العدل والعقل والمساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل منذ بدايتها حتى الآن.

   ويرى الجانبان ضرورة مواكبة الأهداف والمبادئ لمنظمة شانغهاي للتعاون مع تيارات تقدم العصر، ومطابقتها مع واقع هذه الإقليم. وأن أعمال هذه المنظمة تخدم تعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وتدعم التنمية المشتركة لجميع الدول فيها. وإن دعم تنمية هذه المنظمة هو من أولويات السياسات الخارجية للصين وروسيا. ويعتبر الجانبان أن هذه المنظمة وسيلة هامة لإقامة السلام والأمن والتعاون في القارة الأورآسيوية وخاصة في آسيا الوسطى، ومكون أساسي لتشكيل الوضع المتعدد الأقطاب المبني على أساس القوانين الدولية في المستقبل.

   خامسا،

   أكد الجانبان مجددا مواصلة مساعيهما المشتركة لمنع تسليح الفضاء الخارجي بكل أشكاله، ويدعوان جميع الدول لتأييد مبادرتهما حول توقيع الوثائق القانونية الدولية ذات الصلة عبر المفاوضات.

   وأكد الجانبان أن انتشار أسلحة الدمار الشامل وأنظمة توصيلها والمواد ذات الصلة بها يشكل تهديدا خطيرا على السلام والأمن في العالم. ويرى الجانبان ضرورة مواصلة تنسيق الأعمال لمواجهة هذا التهديد. لذلك، يرحبان بقرار رقم 1540 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة، ويعتبران أن هذا القرار يمتاز بأهمية كبرى لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وأنظمة توصيلها والمواد ذات الصلة بها. ويوافقان على التقيد الصارم بهذا القرار، وزيادة تعزيز دور الأمم المتحدة في مجال عدم الانتشار.

   يهتم الجانبان بتقوية اللآلية الدولية لمنع الانتشار النووي، ويشيران إلى أن ((معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية)) الموقعة في الأول من يوليو عام 1968 تشكل دعامة رئيسية لهذه الآلية، وعاملا هاما لصيانة السلام والأمن في العالم. ويعتقد الجانبان أن اجتماع مراجعة ((معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية)) المزمع عقده في عام 2005 مهم جدا. ونظرا لأهمية ((معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية)) في نزع السلاح النووي وتعزيز آلية منع الانتشار النووي، يدعو الجانبان إلى تنفيذ هذه المعاهدة بأقرب وقت ممكن. ويولي الجانبان اهتماما بالغا بتنسيق الجهود الدولية في القضاء على مخاطر الإرهاب النووي. ويعتقدان أنه من اللازم إيلاء الاهتمام الخاص بحماية المواد النووية، ومنع النقل غير الشرعي للخامات النووية. وسيتخذان الإجراءات لتطوير التعاون داخل إطار الآلية المعددة الأطراف للرقابة على الصادرات النووية.

   تعتبر إقامة المناطق الخالية من الأسلحة النووية من التدابير لضمان الاستقرار في آسيا وفي العالم كله. فيؤيد الجانبان بكل ما لديهما إقامة المناطق الخالية من الأسلحة النووية، وخاصة في آسيا الوسطى.

   سادسا،

   يدعو الجانبان إلى تحقيق شبه الجزيرة الكورية الخالية من الأسلحة النووية. ويعتقدان إنه من الضروري التسوية السلمية للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية عبر الحوار بأسرع وقت ممكن، وأن المحادثات السداسية آلية فعالة لبلوغ هذا الهدف. وقدر الجانبان تقديرا عاليا ما حققته الجولة الثالثة من المحادثات السداسية المنعقدة في يونيو عام 2004.

   وأعلن الجانبان مجددا مواصلة سعيهما من أجل عقد المحادثات السداسية، وعملهما على إيجاد حلول مقبولة لدى جميع الأطراف المشاركة في المحادثات السداسية. وأكدا أن الهدف النهائي هو تحقيق شبه الجزيرة الكورية الخالية من الأسلحة النووية، وصيانة السلام الدائم والاستقرار والأمن، وتعزيز التنمية المشتركة في شبه الجزيرة الكورية وفي هذه المنطقة.

   وعبر الجانبان عن قلقهما على تصاعد حوادث العنف بالعراق، وأكدا ضرورة التوصل إلى توافق الآراء حول أهم القضايا المتعلقة بإعادة إعمار البلاد في المستقبل، بواسطة الحوار الداخلي العراقي، واستتباب الوضع بأسرع وقت ممكن. ويدعو الجانبان إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1546 بدقة، وخاصة تنفيذ جدول الزمن للمسيرة السياسية المنصوص عليه في هذا القرار، ويعتقدان أن ذلك مفيد لبناء العراق الحديث الديمقراطي. وأكد الجانبان أن عقد مؤتمر دولي خاص بقضية العراق سيضيف عملية إعادة إعمار العراق بحيوية جديدة. ويرى الجانبان أن المجتمع الدولي كله في حاجة إلى بذل الجهود المشتركة لتخفيف أضرار الحرب العراقية على العلاقات الدولية إلى أدنى حد، حماية لمصالحه.

   ويدعو الجانبان إلى التسوية الدائمة العادلة الشاملة للنزاع العربي الاسرائيلي، على أساس قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة ذات الصلة. وأشارا إلى أن خطة "خريطة الطريق" التي وضعتها آلية الأطراف الأربعة لا تزال أفضل مشروع لتحقيق بقاء الدولتين إسرائيل وفلسطين معا، ومشاركتهما في صيانة السلام والأمن.

   ويدعو الجانبان إلى بناء أفغانستان حتى تكون دولة سيادة ديمقراطية مزدهرة خالية من الإرهاب والمخدرات وتتعايش سلميا مع الدول المجاورة لها ومع المجتمع الدولي كله. ويريان أن المهمة الرئيسية هي ضمان الأمن المعتمد عليه في هذه المنطقة، وتقديم المجتمع الدولي دعمه الشامل إلى إعادة إعمار أفغنستان تحت رئاسة هيئة الأمم المتحدة. وهذا العمل يجب أن يجري طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وتحت رقابته الدائمة. سيواصل الجانبان مساعيهما في مواجهة خطر انتشار المخدرات الصادرة عن أفغنستان، ومشاركتهما في العمليات الدولية مثل بناء منطقة أمنية خارجية ضد المخدرات في المحيط بهذه الدولة.

   رحب الجانبان بالحوار الشامل بين الهند وباكستان، ويعتقدان أن حل النزاعات بالطرق السلمية بين الهند وباكستان، وتعزيز تدابير زيادة الثقة المتبادلة، وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية، وفتح طرق النقل الجديدة، وتطوير التعاون بينهما في الرياضة والثقافة والمجالات الأخرى، وكل ذلك يصلح لتطوير العلاقات بين الهند وباكستان في شتى المجالات، ويخدم مصالحهما، كما يخدم السلام والأمن في منطقة جنوب آسيا.

   سابعا،

   وأعرب الجانبان عن رغبتهما في زيادة الحوارات وتنسيق الأعمال بينهما، من أجل صيانة السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والباسيفيك، وعن رغبتهما في إجراء التعاون الوثيق الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول الأخرى ومنديات الأقاليم الأخرى.

   سيعمل الجانبان على تحويل منطقة آسيا والباسيفيك إلى منظومة التعاون الأمني الكاملة التي تتمتع كل دولة مشتركة فيها بالحقوق المتكافئة. وهذا يلبي مطالب صيانة الاستقرار في العالم بأسره. وأكد الجانبان أن المبادرة التي طرحتها منظمة شانغهاي للتعاون حول بناء شبكة شراكة للأطراف المتعددة في منطقة آسيا والباسيفيك تدريجيا مبادرة واقعية. ويستعد الجانبان لتنفيذ هذه المبادرة باتخاذ التدابير الإيجابية معا.

   يرى الجانبان أن المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) أهم قناة رسمية متعددة الأطراف للحوار والتعاون بشأن الأمن بمنطقة آسيا والباسيفيك في الوقت الراهن. ولعب هذا المنتدى منذ عشر سنوات ونيف، دورا هاما في زيادة التعارف والثقة المتبادلة بين الأطراف وفي تعزيز الحوار والتعاون بشأن الأمن الإقليمي. ويستعد الجانبان لمواصلة تعزيز التنسيق والتعاون بينهما، في سبيل تقديم مساهمات في تنمية آسيان والأمن والاستقرار بالمنطقة.

   وأكد الجانب الصيني مجددا تأييد مشاركة روسيا في الحوار والتعاون للأطراف المتعددة في هذه المنطقة. ويفهم كما يؤيد مشاركة روسيا النشطة في الحوارات الإقليمية مثل مؤتمر قمة آسيا وأوربا، وحوار التعاون الآسيوي، و"10 دول آسيان+3"، والتعاون بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، ورغبتها في إقامة الروابط مع آليات التعاون المذكورة أعلاه.

   رئيس جمهورية الصين الشعبية                                                                                            رئيس الاتحاد الروسي

   هو جينتاو                                                                                                                        ف ف بوتين

 ???? ??? ????     ?????

رقم 2 الشارع الجنوبي ، تشاو يانغ من ، حي تشاو يانغ ، مدينة بكين رقم البريد : 100701 التليفون : 65961114 - 10 - 86 +