أجرى الرئيس الصيني هو جين تاو مباحثات مع فلادمير بوتين رئيس الاتحاد الروسي الذي يقوم بزيارة الدولة للصين في قاعة الشعب الكبرى بعد ظهر 14 أكتوبر 2004. وتبادل الرئيسان الآراء بشكل واسع وعميق حول تعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين الصين وروسيا وقضايا دولية واقليمية هامة.
استعرض الرئيسان مسيرة تطور العلاقات الثنائية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين قبل 55 سنة، وأجمعا على أن التمسك بالصداقة وحسن الجوار هو السياسة المشتركة للدولتين، وأن التعاون الاستراتيجي هو الخيار الاستراتيجي لهما، ووافقا على ضرورة الالتزام بمباديء وروح معاهدة التعاون والصداقة وحسن الجوار بين الصين وروسيا وإغناء محتوى الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين الدولتين لإسعاد البلدين والشعبين، كما عبرا عن رغبة البلدين في اتخاذ إجراءات فعالة لتطبيق " المحضر التنفيذي لمعاهدة التعاون والصداقة وحسن الجوار" حتى يكونا جارين وصديقين وزميلين طيبين دائما.
وقال هو جين تاو إن العلاقات بين الدولتين تنضج بشكل متزايد بعد 55 عام من التطور. ويزداد التعاون الاستراتيجي بيننا عمقا والثقة السياسية المتبادلة قوة، وإن التعاون على أساس المنفعة المتبادلة في مجالات شتى قد أعطى ثمارا وافرة مما جلب منافع ملموسة وحقيقية للشعبين وساهم مساهمة هامة في دفع والحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وقال بوتين إن الدولتين أقامتا علاقات دبلوماسية في اليوم الثاني من تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد ورثنا هذه الصداقة التقليدية اليوم ورفعنا علاقاتنا إلى مستوى استراتيجي جديد. كما أن روسيا تعتبر تطوير علاقاتها بالصين إحدى أولوياتها وتستعد لخطو خطوة جديدة لتطوير التعاون الثنائي.
وقال هو جين تاو إن الصين إذ تستعرض الماضي وتستشرف المستقبل ترغب في دفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين البلدين إلى الأمام بشكل شامل وعميق مع الجانب الروسي طبقا للمباديء الأربعة التالية: أولا، الالتزام بالاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية والتأييد المتبادل لتعزيز الثقة السياسية بين الجانبين، والاحترام المتبادل للمواقف والسياسات الداخلية والخارجية فيما يتعلق بسيادة الدولة ووحدة الأراضي. ثانيا، الالتزام بتكامل المزايا بين الجانبين والمنفعة المتبادلة والحرص على التنمية المشتركة على المدى البعيد. وعلى الجانبين الاستغلال التام لآلية التعاون الثنائي القائم والتركيز على تعميق التعاون الاستثماري والتجاري بين الجانبين والإسراع بدفع التعاون في مشاريع الطاقة الكبيرة والتكنولوجيا العالية والتعاون على المستويات المحلية. ثالثا، الالتزام بالتنسيق والثقة المتبالة وتعزيز التعاون لخلق ظروف دولية مواتية سويا. وعلى الجانبين تعزيز التبادل والتنسيق في القضايا الدولية والإقليمية الهامة بوسائل مختلفة، والتمسك بتعددية الأقطاب ودعم دور الأمم المتحدة الهام في القضايا الدولية لدفع إقامة نظام سياسي اقتصادي دولي جديد يمتاز بالعدالة والمعقولية. رابعا، الالتزام بالتعلم المتبادل لتلافي النقص وتوسيع مجال التبادل لإرساء أساس اجتماعي متين للصداقة الدائمة. وعلى الجانبين توسيع التعاون في المجالات الإنسانية والتبادل والاجتماعي وتعميق الصداقة التقليدية بين الشعبين.
ووافق بوتين على آراء هو جين تاو موافقة تامة مشيرا إلى أن تطوير التعاون الروسي الصيني هو السياسة الروسية الثابتة. كما أشار أن "معاهدة التعاون والصداقة وحسن الجوار بين روسيا والصين" أرست أساسا هاما لتطوير العلاقات بين البلدين، وان حل مشكلة الحدود بينهما والتوصل إلى الاتفاق حول انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية جاءا تجسيدا للشراكة التعاونية الاستراتيجية بين البلدين. وقال إننا نأمل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ونسعى إلى رفع مستواه كمّا ونوعا. وجدد أن قرار روسيا للتعاون مع الصين في مجال الطاقة لم يتغير، كما أن روسيا تنوي تعزيز تعاونها مع الصين في العلوم والتكنولوجيا والمجالات الإنسانية.
وأكد بوتين أن روسيا تلتزم بحزم وثبات السياسة المتمثلة في الصين الواحدة، ومعارضة استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال، وعدم تأييد انضمام تايوان إلى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية التي تضم دولا ذات سيادة، وعدم بيع أسلحة إلى تايوان.
ووقع الرئيسان بعد المباحثة على "البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي" وصادقا على "المحضر التنفيذي لمعاهدة التعاون والصداقة وحسن الجوار بين الصين وروسيا"، كما حضرا مراسم التوقيع ل12 وثيقة الخاصة بالتعاون الثنائي .
وفي مراسم التوقيع، وقع وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ ونظيره الروسي لافروف على "الاتفاقية المكملة بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي حول الجزء الشرقي من الحدود الصينية الروسية"، وهو أمر يعني الحل النهائي لمشكلة الحدود بين البلدين، وبذلك أصبحت الحدود المشتركة التي تزيد عن 4300 كيلومتر رابطة للسلام والصداقة والتعاون والتنمية بين الشعبين الصيني والروسي.
ووقع وزير الشؤون التجارية الصيني بو شي لاي ووزير التنمية الاقتصادية والتجارة الروسي جريف على " اتفاقية السماح بدخول السوق لانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي ".
هذا وقد اجتمع الرئيسان بوفد الشباب الروسي وممثلي الشباب الصينيين وألقيا كلمة ارتجالية.
وقبل المباحثة، أقام الرئيس هو جين تاو مراسم الاستقبال للرئيس بوتين في ساحة شرقي بوابة قاعة الشعب الكبرى حضرتها عقيلة الرئيس السيدة ليو يونغ تشينغ.
وفي المساء حضر الرئيسان وعقيلتاهما حفلة فنية لاحتفال بالذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا في مسرح قاعة الشعب الكبرى.
