اجتمع رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياباو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشونغ نان هاى مقر مجلس الدولة الصيني في يوم 15 من شهر أكتوبر عام 2004، وأجرى الجانبان محادثات في جو رقيق ودي.
وقال رئيس مجلس الدولة ون جياباو إن شراكة التعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا ارتفعت اليوم إلى مستوى عال، بفضل التشجيع الإيجابي من قبل قادة البلدين، إنطلاقا من زاوية الاستراتيجية والوضع العام. ولا شك أن العلاقات الصينية الروسية ستشهد تقدما أكبر وتطورا أسرع، طالما إذا نبذل جهودنا الدؤوبة بإطراد، وهذا لا يزيد التنمية والازدهار للبلدين ويعود على الشعبين بمنافع أكثر فحسب، بل يخدم صيانة السلام والاستقرار في العالم بأسره.
وقدر ون جياباو تقديرا عاليا نتائج هذا اللقاء بين الزعيمين الصيني والروسي. وقال إن الحكومتين بحاجة إلى تنفيذ ما توصل إليه الجانبان من التوافقات بخطى حثيثة، من أجل دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات إلى الأمام. لذلك، على الجانبين أن يركزا اهتمامهما في إحسان الأعمال التالية في النواحي المختلفة: أولا، التنفيذ الشامل للبرنامج التنفيذي لمعاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا، ودفع العلاقات الصينية الروسية إلى الأمام بخطوات ثابتة؛ ثانيا، زيادة فتح الأسواق، وتوسيع حجم التجارة، وتحسين مكونات التجارة، وإقامة نظام التجارة، وإتقان آليات الإنذار المبكر والمشاورات للبضائع الحساسة، والعلاج السليم لمشاكل ناشئة؛ ثالثا، زيادة الاستثمارات المتبادلة، وتعزيز التعاون بواسطة الاستثمار. ويرغب الجانب الصيني في زيادة حجم استثماره في روسيا، لاستخدامه في بناء البنية الأساسية واستثمار النفط والغاز الطبيعي بروسيا؛ رابعا، توقيع خطة التعاون الطويل المدى في مجال الطاقة بأسرع وقت ممكن، لخلق وضع جديد للتعاون في مجال الطاقة؛ خامسا، تشجيع تعاون التجارة الحدودية المتبادلة المنافع في المناطق المتاخمة للحدود.
وأشار ون جياباو أخيرا إلى أن تطوير حسن الجوار والصداقة والتعاون ذي المنافع المتبادلة بين الصين وروسيا، هو سياسة مقررة للحكومة الصينية. ويستعد الجانب الصيني لبذل الجهود المشتركة مع الجانب الروسي، من أجل تعزيز وتعميق شراكة التعاون الاستراتيجية بينهما.
وقال الرئيس الروسي بوتين إن زيارتي للصين هذه المرة أحرزت نتائج هامة. حيث وقع الجانبان اتفاقية حول تسوية مشاكل الحدود بين البلدين، كما حلا المسائل الثنائية الصينية الروسية الناتجة عن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، مما خلق فرصا وظروفا أفضل للتعاون بين البلدين. ووافق الرئيس بوتين على اقتراح ون جياباو حول تطوير التعاون الشامل بين البلدين، كما أعرب عن أمله في توسيع التبادلات التجارية بين الجانبين، وتعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة. ورحبت روسيا بقرار الجانب الصيني بزيادة استثماره الذي تبلغ قيمته 12 مليار دولار في روسيا قبل عام 2020. وعلى الجانبين أن يركزا أولوياتهما في تعزيز التعاون بينهما في مجالات العلوم والتكنولجيا العالية الحديثة، وعلى الأخص تطوير التعاون بينهما في مجالات الاتصالات والمواصلات والنقل والمعالجة العميقة للمنتجات، ويستعد الجانب الروسي لبذل الجهود المشتركة مع الجانب الصيني، لزيادة تجسيد شراكة التعاون الاستراتيجية بينهما تجسيدا مفصلا، حتى تحقق هذه العلاقة منجزات أكبر.