في 4 فبراير الجاري ، أجرى السيد داي بينغقوه نائب وزير الخارجية لقاء صحفيا مشتركا مع وسائل الإعلام الصينية حول الجولة الثانية من المحادثات السداسية التي ستُعقد قريبا .
سؤال : لقد تم تحديد موعد عقد الجولة الثانية من المحادثات السداسية . وفي الوقت الحاضر ، تهتم الصين والعالم اهتماما كبيرا بأعمال تحضيرية للجولة الثانية من المحاثات السداسية ، فهل يمكنك أن تقدم إلينا لمحة عن الأعمال التحضيرية للمحادثات ؟
جواب : تعتبر الجولة الأولى من المحادثات السداسية التي تم عقدها في أغسطس الماضي ، خطوة هامة في عملية حل القضية النووية الكورية عبر الحوار وعن الطرق السلمية ، وتلقى ترحيبا شاملا من قبل المجتمع الدولي . ومنذ الشهور الأخيرة ، تتمسك الأطراف بحل القضية عبر الحوار وعن الطرق السلمية ، كما تبذل الجهود الدؤوبة لعقد الجولة الثانية من المحادثات في أسرع وقت ممكن . فقد شهدت الأعمال التحضيرية تقدما هاما . واتفقت الأطراف المعنية على عقد الجولة الثانية من المحادثات ابتداء من 25 فبراير الجاري .
ومن منظورة المشاورات بين الصين والأطراف المعنية ،
أولا ، تهتم الأطراف المعنية بالجولة الثانية من المحادثات اهتماما كبيرا ، كما ترغب في بذل جهودها لإنجاح المحادثات .
ثانيا ، تتمسك الأطراف المعنية بموقف مفتوح من موضوعات المحادثات ، كما ترغب في المناقشة حول أية مسائل معنية مطروحة ، بما فيها كيفية إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية ، وكيفية مراعاة اهتمامات الدول المعنية في مجال الأمن .
وثالثا : بدأت الأطراف المعنية تبحث مسائل قد تتناولها الجولة القادمة من المحادثات ، كما تطرح بعض التصورات .
رابعا : أدركت الأطراف المعنية أن القضية النووية في شبه الجزيرة معقدة للغاية ، وسيمرّ حلها بعملية طويلة . لذلك ، فمن الضروري مواصلة عملية المحادثات السلمية وتنميتها .
والآن ، فقد تم تحديد موعد عقد الجولة الثانية من المحادثات السداسية ، فترجو الصين وتثق أيضا بأن الأطراف المعنية تتخذ موقفا مسؤولا وتبذل جهودها الإيجابية ، وتخلق جوا أطيب وظروفا أحسن لعقد المحادثات بسلامة وفي الموعد المحدد .
سؤال : ماذا فعلت الصين والأطراف المعنية بالضبط في سبيل دعم عملية المحادثات السداسية ؟
جواب : بعد الجولة الأولى من المحادثات السداسية ، ومن أجل بدء الجولة الثانية من المحادثات ، والمحافظة على عملية المحادثات السلمية ، ظلت الصين بصفتها دولة مستضيفة للمحادثات ، تسعى أولا وأخيرا وراء المصالحة ودعم المحادثات ، فقد أجرت مع كوريا الديمقراطية وأمريكا والأطراف الأخرى عدة مشاورات مفيدة على مختلف المستويات ، وقامت بأعمال تحضيرية كثيرة لعقد المحادثات . كما اتصلت الأطراف الأخرى فيما بينها بكثرة لتنسيق مواقفها . فيمكن القول إن الأطراف المعنية قد قدمت مساهماتها في إعادة المحادثات السداسية .
وفضلا عن ذلك ، فإن المجتمع الدولي يتمنى بشكل شامل أن تستمر عملية المحادثات السلمية ، فقد لعب الاتحاد الأوروبي ورابطة دول جنوب شرقي آسيا وبعض الدول الأخرى دورا إيجابيا في سبيل عملية المحادثات السلمية .
سؤال: ما تطلعات الصين إزاء الجولة الثانية من المحادثات السداسية؟
جواب : نقول ببساطة إن الصين تتمنى أن تنعقد المحادثات ، وتنجح ، وتستمر في المستقبل . وذلك تطلعات الصين ، كما هو تطلعات الأطراف المعنية وحتى تطلعات المجتمع الدولي بأسره . وبالتفصيل ،
أولا ، نرجو من الأطراف المعنية أن تبدي صدق نيتها بشكل وافٍ ، في أثناء المحادثات .
ثانيا ، نرجو من الأطراف المعنية أن تتناقش في القضية أثناء المحادثات بصورة عملية وهادئة وبموقف بناء . كما يجب على كل طرف من الأطراف المعنية أن يراعي اهتمامات الطرف الآخر في الوقت الذي يطرح فيه دعواته الذاتية .
ثالثا ، ونرجو أن تتوصل الجولة الثانية من المحادثات إلى بعض اتفاقات وترتيبات جديدة ، عبر المشاورات العميقة .
سؤال:هل من الممكن أن تصدر الأطراف المعنية وثيقة مشتركة بعد المحادثات؟
جواب : يمكن القول بإن الأطراف المعنية ترجو أن تسجل ما تتوصل المحادثات إليه من الاتفاقات بوثيقة مشتركة ، فقد أجرينا مشاورات بهذا الصدد ، وتوصلنا إلى اتفاق أولي . أما إمكانية إصدار وثيقة عند نهاية المحادثات فهي مرهونة بسير المحادثات ونتيجة المشاورات بين الأطراف المعنية . وبالنسبة إلى رغبتنا فإننا نرجو أن تخرج من المحادثات وثيقة مشتركة جيدة .
سؤال : ما الموقف الذي ستبقى الصين متمسكة به تجاه القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية ؟ وما وجهة نظر الصين في مستقبل عملية المحادثات وحل القضية النووية بالطرق السلمية ؟
جواب : تدعو الصين على الدوام إلى خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ، والمحافظة على السلام والاستقرار فيها ، وحل المسائل المعنية عبر الحوار وعن الطرق السلمية ، كما يجب مراعاة اهتمامات الأطراف المعنية المعقولة . وستتمسك الصين بموقفها هذا باطراد .
إن المحادثات السلمية هي المخرج الأساسي للحل المناسب للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية ، كما هي أفضل اختيار وأنفعه للأطراف المعنية ، وأنفع للسلام والاستقرار وقضية التنمية في المنطقة وآسيا والعالم أجمع .
وقد أدرجت القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية أساسيا إلى مسار الحل السلمي عبر الحوار في الوقت الحاضر ، فطالما تتمسك الأطراف المعنية بصدق نيتها ، وبموقف بناء، وتعقد مشاورات على أساس المساواة والصبر ، يمكنها أن تخلق الثقة فيما بينها ، وتضيّق الفوارق وتوسّع الاتفاق ، وتعبّد معا طريقا تؤدي إلى حل القضية نهائيا .
وطبعا ، إن القضية النووية في شبه الجزيرة تعتبر قضية بالغة التعقيد ، لا يمكن حلها في جولة أو جولتين من المحادثات . فنرجو من الأطراف المعنية والمجتمع الدولي أن تتطلع إلى عملية المحادثات تطلعا معقولا وواقعيا ، وأن تحافظ الأطراف المعنية على ضرورة الصبر ، وتتمسك بالمحادثات مهما تكن الصعوبة . ونحن على يقين من أن عملية المحادثات السلمية إذا بقيت باطراد ، ودأبت الأطراف على بذل جهودها الإيجابية ، يكون هناك أمل بتحقيق الهدف المرجو لحل القضية عبر الحوار وعن الطرق السلمية .