في يوم 8 مايو عام 2013، أجرى رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قاعة الشعب الكبرى.
قال لي كتشيانغ إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإسرائيل قبل 21 عاما، تصبح العلاقات الصينية الإسرائيلية أكثر نضوجا، ويشهد التعاون المتبادل المنفعة بين البلدين تطورا سريعا. إن الحكومة الصينية الجديدة تولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات مع إسرائيل، وتأمل في أن يعزز الجانبان التبادل على المستويات الحكومية والبرلمانية والحزبية والشعبية، ويوسعان التواصل في مجالات التربية والتعليم والسياحة والشباب وغيرها من المجالات الثقافية والإنسانية، بما يعمق العلاقات الصينية الإسرائيلية باستمرار.
وأشار لي كتشيانغ إلى أن القضية الفلسطينية قضية جوهرية تؤثر على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وإن الحل السلمي عبر الحوار والمفاوضات يمثل السبيل الفعال الوحيد لتسوية هذه القضية. ويأمل الجانب الصيني من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتخاذ إجراءات ملموسة لإزالة العقبات وتقريب المسافة بينهما، بما يهيئ ظروفا مواتية لاستئناف المفاوضات السلمية بين إسرائيل وفلسطين وتحقيق تقدم جوهري لها. وهذا الأمر لا يتفق فقط مع المصالح للجانبين، بل يخدم السلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم بأسره. إن الصين باعتبارها صديقا لكل من إسرائيل وفلسطين، ظلت تتخذ موقفا موضوعيا وعادلا، وهي على استعداد لبذل جهود مشتركة مع جميع الأطراف للعمل بنشاط على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال لي كتشيانغ إن التعاون العملي هو أسرع مجال تطورا وأكثره حيوية وإشراقا في العلاقات الصينية الإسرائيلية. فيجب على الجانبين بذل جهود في النقاط التالية لرفع مستوى التعاون في كافة المجالات، بما يخدم مصلحة الشعبين بشكل أفضل. أولا، توسيع الاستثمارات التجارية المتبادلة ورفع مستوى التجارة والقيمة المضافة لها. ثانيا، تعميق التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتحقيق الالتقاء بين البلدين من حيث التكنولوجيا والسوق من خلال إقامة حدائق صناعية مشتركة ومراكز نقل التكنولوجيا وغيرهما. ونرحب بزيادة الاستثمارات الإسرائيلية في الصين في مجال التقنيات الحديثة. ثالثا، توسيع وتعزيز التعاون في مجال الزراعة. تحرص الصين على مواصلة التعلم والاستفادة من التقنيات الحديثة والخبرات الرائدة للجانب الإسرائيلي في اختيار وتربية المنتجات الزراعية وتربية المواشي وغيرهما، وإجراء التعاون في مجال الزراعة البعلية الموفرة للمياه. رابعا، تفعيل التعاون في مجال المقاولات الهندسية والقوة العاملة. يشجع الجانب الصيني مزيدا من الشركات ذات الإمكانية على المشاركة في المشاريع الهندسية في إسرائيل.
وقرر لي كتشيانغ وبنيامين نتنياهو تشكيل فرقة عمل متخصصة تضم الجهات المعنية للبلدين، للقيام بالدراسة الشاملة حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ووضع خطة التعاون ودفع تنفيذها في أسرع وقت ممكن.
من جانبه، قال بنيامين نتنياهو إن كلا من إسرائيل والصين بلد ذو تاريخ، وتربط بين الشعبين مشاعر عميقة. ويعرب الجانب الإسرائيلي عن إعجابه بمنجزات التنمية التي حققتها الصين، ويحرص على التعاون مع الصين يدا بيد لتوظيف مزاياهما، بما يخلق مستقبلا واعدا للعلاقات الإسرائيلية الصينية. إن الجانب الإسرائيلي على استعداد للمشاركة النشطة في الخطة الخمسية الـ12 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الإبداع العلمي والتكنولوجي والترشيد في استهلاك المياه والزراعة وتربية المواشي والطاقة المتجددة وغيرها، بما يعزز التنمية المشتركة ومعيشة الشعب للبلدين. كما يعرب الجانب الإسرائيلي عن تقديره لدور الصين البناء في عملية السلام للشرق الأوسط.
بعد المحادثات، حضر رئيسا الحكومتين مراسم التوقيع لوثائق التعاون بين الصين وإسرائيل في مجالات الزراعة والعلوم والتكنولوجيا والتربية والتعليم وغيرها.
قبل المحادثات، أقام لي كتشيانغ مراسم الاستقبال لبنيامين نتنياهو في الميدان خارج البوابة الشرقية لقاعة الشعب الكبرى، وحضرها نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني سو رونغ وغيره.