أجرى وزير الخارجية وانغ يي مباحثات مع وزير الخارجية السوداني علي كرتي في الخرطوم مساء يوم 11 يناير بالتوقيت المحلي.
قال الوزير وانغ يي إن السودان صديق قديم وعزيز للصين، وهو شريك مهم لها في العالم العربي وإفريقيا حتى الدول النامية برمتها. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من نصف قرن، يشارك البلدان بعضهما البعض في السراء والضراء، ونشأت الصداقة العميقة بينهما. إن السمات المهمة للعلاقات الصينية السودانية هي التفاهم والدعم المتبادل الدائم لبعضهما البعض، وهذا يعد من التقاليد الثمينة للبلدين التي تستحق مواصلتها وتطويرها. إن الصين بلد يفي بالتعهدات ويحرص على الصداقة. وجاءت زيارتي هذه للسودان في إطار التعبير عن اهتمام الجانب الصيني البالغ بتطوير العلاقات الصينية السودانية ودعمه الثابت للجهود السودانية للحفاظ على الاستقرار الوطني ورغبته الشديدة في تعزيز التعاون مع الأصدقاء السودانيين في المرحلة الحاسمة التي تعمل الحكومة السودانية فيها على تنمية الاقتصاد، فيمكنك أن تنظر إلي زيارتي هذه كزيارة دعم.
وأكد الوزير وانغ يي على أنه لم يحدث أي تغيير للسياسة الصينية لتطوير علاقات الصداقة مع السودان على نحو شامل. وإن الجانب الصيني سيواصل إعطاء الأولوية للسودان في سياسته تجاه الدول العربية والإفريقية، وهو على استعداد لإيجاد حل ملائم للمشاكل التي ظهرت في عملية التعاون من خلال التشاور الودي والتعاون المخلص، بما يوطد الصداقة التقليدية ويوسع المصالح المشتركة. ونحن على استعداد لتبادل الدعم مع السودان على الصعيد السياسي، ورفع مستوى التعاون العملي على الصعيد الاقتصادي، وتعزيز التنسيق لحل القضايا الساخنة في المنطقة. وإن الجانب الصيني يدعم الجهود التي يبذلها السودان من أجل الحفاظ على استقلال الوطن وسيادته ودفع المصالحة السياسية، وهو مستعد للحفاظ على التعاون بين الجانبين في المجالات التقليدية التي تشمل النفط والبينة التحتية وغيرهما، إضافة إلى العمل على استكشاف أنماط تعاون جديدة، ويجب أن يكون قطاعا التصنيع والزراعة نقطة الاختراق للتعاون العملي بين الجانبين في المستقبل. ونحرص على تشجيع المؤسسات الصينية على الاستثمار وإنشاء المصانع في السودان، ونثق بأن الجانب السوداني سيقدم بيئة استثمارية أفضل ويتخذ إجراءات فعالة لضمان سلامة المؤسسات الصينية وأفرادها في السودان.
من جانبه، قال الوزير علي كرتي إن السودان منذ استقلاله يحافظ دوما على العلاقات الطيبة مع الصين، وهو صديق يفي بالتعهدات ويستحق ثقة الصين. ويعرب الجانب السوداني عن التقدير والشكر للجانب الصيني على مد يده الثمينة كلما واجه السودان الصعوبات، وهو على استعداد لمواصلة تقديم الدعم الثابت للجانب الصيني في القضايا الهامة التي تتعلق بمصالحه الجوهرية. وإن الجانب السوداني يأمل في العمل على بحث سبل توسيع التعاون المتبادل المنفعة في المجالات الجديدة مثل الزراعة والتعدين والتصنيع وغيرها، ويهتم بحماية سلامة المؤسسات الصينية وأفرادها في السودان، ويحرص على تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في قضايا السلام والأمن في المنطقة، بما يرتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى. وأشكرك على زيارة الدعم التي قمتَ بها للسودان في ظل الظروف الراهنة، وأثق بأن هذه الزيارة ستترك تأثيرات إيجابية على العلاقات السودانية الصينية في المستقبل.